- الإيمان بالذات
- أعطانا المولى، جلّت قدرته، إمكانيات وقدرات.. وإن تفاوتت تلك الإمكانيات والقدرات بيننا نحن البشر (اعملوا؛ فكلٌّ ميسّر لما خُلِقَ له)، وهذا التفاوت ليس عيباً أو نقصاً بل هو لحكمة إلهية يجدر بنا تدبّرها.
- إن هذا التفاوت بين البشر، في بعض وجوهه، كي لا نستغني عن بعضنا البعض.. ويعني أن أحدنا لديه شيئ يقدّمه للآخرين ويخدمهم به.
- تخيّلْ أن كل إنسان يملك كل شيء ويعرف كل شيء.. فهل ستكون هناك حياة وتفاعل في ما بين البشر.. حتماً لن تكون حياة اجتماعية، وسيدبّ الصراع في ما بين الناس لأنهم لا يحتاجون بعضهم البعض.
- إذاً.. كيف يصبح الإنسان ذا قيمة ويعطي كما يأخذ؟
- عندما يؤمن الإنسان بذاته وبما يملك ويؤمن بقدراته رغم عجزه، فهو حتماً يختلف عمّن يؤمن بعجزه رغم قدراته.
- فعلى الإنسان الاستبصار بذاته بشكل عميق وإن كان يشعر أو يعيش بشيء من العجز.. عليه أن يكتشف ذاته، وعندما يتعمق – بتلك الذات – فهو يكتشف ما لديه من إمكانات وقدرات تساعده على العيش الكريم، معتمداً بعد الله على نفسه لا على الآخرين، ويُضْحي عطاؤه لذاته فليس بالضرورة في العطاء أن يكون موازياً لعطاء الآخر.
- في أبسط المستويات من العطاء يقدّمه الفرد للآخرين سيشعره بالرضا الداخلي، وسيرتفع معدّل تصالحه مع ذاته.. وهذا ينعكس على صحته النفسية. ذلك أن شعوره حينها بأن له قيمة بالمجتمع ومحيطه الذي يعيش فيه.
- على المرء أن يلعب دوراً إيجابياً نحو ذاته ونحو الآخرين وفق إمكاناته وما يتوفّر عليه من قدرات.
- وعلى العكس من ذلك عندما يتسم فكر المرء بالسلبية ويقلّل من ذاته وتضعف ثقته فيها، فإنه سوف يشعر بالإحباط والدونيه.. وأنه يأخذ ولا يعطي.. حينها سيكون بأدنى مستويات الشعور بقيمته وتقديره لذاته لأنه بكل بساطة لم يؤمن بها كما يجب أن يكون.