- المستقبل يختاره الأبناءُ لا الآباء ..
- نتحدّث في هذه الوقفة التربوية عن دور الوالدين في العمل على اكتشاف السمات النفسية والعقلية لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، بقصد الصقل المبكّر لقدراتهم وإمكانياتهم، وذلك سعيًا لمساعدتهم على الوصول إلى النضج والتمكن منذ الصغر. فهم يعملون من خلال أساليب تربيتهم مع المدرسة بحكم أنها الحاضن الثاني المشارك في التربية من أجل تحقيق ذلك الهدف.
- إن النضج يجب أن ننظر له نظرة كليهً وليست أُحادية الجانب.. فلنحصر إمكانيات وقدرات ومواهب كل ابن على حدة، ثم نعمل على رعايته وفق ما يمكن له أن يتعلّمه.
- الأبناء ليسوا على مستوى واحد في الإمكانيات والقدرات والاتجاهات.. فهم مختلفون في ذلك، وإن كان لديهم تشابه نسبي فلا يعني ذلك التطابق والنُّسَخ المتماثلة.
- الرعاية لا تعني فقط تنمية المهارات، بل أيضًا علاج القصور الذي قد يكون لدى الأبناء.. وبنفس الوقت عدم إغفال التفاوت في ما بينهم. وعلينا أن نعمل كآباء على بناء شخصياتهم وسدّ النقص والثغرات.
- ليُظهِروا أقصى ما يملكون من قدرات وإمكانيات، وعدم النظر لعملية التفاوت تلك بين الأبناء بشيء من الضيق والضجر فلن يكونوا جميعًا أطباء أو مهندسين أو حملة شهادات عليا.
- ينبغي ألا نغفل أن للأبناء ميولًا واتجاهات ولنا كآباء رغباتٍ وأمنيات. علينا ألّا نخلط بين الأمرين.. ننسى تلك الميول والاتجاهات ونعمل على أن نجعل الأبناء يحققون مطالبنا وآمالنا.
- إن الاختلاف بين البشر في كل شيء فيه حكمةٌ ربانية لئلا يتفرّد البعض في امتلاك كل شيء دون غيرهم. فكل ميسر لما خُلق له، والكل يحتاج الكل ويخدمون بعضهم البعض.
- هذا كله يتطلّب منا كآباء أن نعمل منذ نعومة أظفارهم من خلال التوجيه والرعاية والتدريب والانخراط بالنشاطات المتعددة والمختلفة والدورات والرحلات التي تساعد بالاكتشاف والصقل لتلك الإمكانيات.
- فالطبيب، مثلاً، لا يحتاج فقط أن يكون متفوقًا بالجامعة ليصبح ناجحًا بمهنته كطبيب.. بل يجب أن ننظر له ككل متكامل، فالمهارات الاجتماعية والشخصية وخبرات الحياة خلال مراحله العمرية تجعله يتميز عن غيره من أقرانه الأطباء في الإتقان والنجاح لامتلاكه خصائص تميّزه عنهم، من خلال ما تلقّاه من خبرات وصقل لشخصيته ومهاراته عبر مراحل نموه المختلفة.
- هذا هو أسلوب التربية الصحيح للأبناء ورعايتهم بشكل دائم.