استكمالاً لمقالنا الأول والذي جاء تحت عنوان “مابعد الصُّلح”.. سنتحدث هنا عن الجانب الثاني من المشكلة في العلاقة الزوجية والصعوبات التي يمكن أن تعترض استمرارها بشكل سلس. يُبنى العلاقات الإنسانية على مبادئ أساسية مثل المودة والاحترام والتقدير والالتزام بحقوق وواجبات الأطراف. تتنوع هذه العلاقات وتشمل الصداقة والعلاقات الزميلية والجيرة والشراكات المهنية وغيرها، وكلها تتطلب الاخلاص والاحترام.
تعتبر العلاقة الزوجية أحد أرقى أنواع العلاقات الإنسانية والتي شرعها الله للبشر. تحمل العلاقة الزوجية رسالة إنسانية عظيمة ببناء المجتمع والمحافظة على النسل. تقوم هذه العلاقة على قبول ورضا كل من الزوجين لاختيار الآخر. يترتب على هذا القبول مسؤوليات كبيرة تجاه بعضهما وتجاه الأطفال والعلاقات الأسرية والمحافظة على نواة الأسرة.
الالتزام بحقوق وواجبات الزوجين يأتي بعد القبول والرضا. تبدأ العلاقة الزوجية بالتأثير والتأثر بين الزوجين وتمتلك طابعها الخاص من التناغم والاختلاف.
الصراعات جزء طبيعي من العلاقات الإنسانية والحياة اليومية. يجب أن تتمتع الزوجين بالقدرة على التعامل مع الخلافات وحلها بشكل بناء. ومن الأمور المهمة ألا تتحول هذه الخلافات إلى نزاعات مزعجة وتجارب سلبية. الشريعة الإسلامية توجه الزوجين للتحكيم والصلح في حالة حدوث خلاف، وهذا لأجل الحفاظ على السلام والاستقرار في الأسرة.
الخصام والنزاع في العلاقة الزوجية لا يعني بالضرورة نهاية العلاقة، بل يمكن أن يكون مناسبة للتصالح وتجديد العلاقة. إن التفكير بإيجابية والقدرة على الاستفادة من الخلافات لتعزيز الفهم المتبادل وتطوير العلاقة يمكن أن يساعد في تجنب الانفصال.
تذكير هام:
عدم التحريض على الشخص الآخر أو إظهاره بشكل سلبي، بل يجب التعامل مع الخطأ بحكمة واحترام.
التذكير بمبدأ الفضل بين الزوجين، وهو توجيه ديني يجب التمسك به.
الأبناء هم أحد العوامل التي يجب مراعاتها عند حدوث خلافات بين الزوجين. يجب أن تكون مصلحتهم في الاعتبار.
يجب ترك باب المستقبل مفتوحًا، حيث يمكن للعلاقة الزوجية أن تعود إلى التوازن والاستقرار بعد تجاوز الصعوبات.
نأمل أن تكون قاعدة “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” مبدأ قائم بالاجراءات التي تحافظ على قيم المجتمع والمبادئ الدينية. يجب توجيه الزوجين لفهم الفضل والإحسان وترتيب أمور الانفصال بطريقة هادئة ومسؤولة، خصوصًا عند وجود أبناء.
نحن نأمل أن يكون هذا المقترح مرشدًا للزوجين والمجتمع للتعامل بحكمة وإنسانية مع مشكلات العلاقات الزوجية، وذلك بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار والبناء الاجتماعي.