نحو استقرار زوجي وأسري ناجح

نحو استقرار زوجي وأسري ناجح

إن الحياة الزوجية والأسرية هي الإطار القريب الذي يعيش الإنسان في كنفه، وكلما كانت تلك الحياة هادئة مستقرة؛ تمتّع أفراد تلك الأسرة بالاستقرار النفسي والاجتماعي بما ينعكس بشكل إيجابي على صحتهم النفسية.

نعرف، جميعاً، أن الحياة في سائر وجوهها تخضع لتغيّر مستمر، لذا فالمرونة النفسية عند أفراد الأسرة أمر مهم جداً لحياة مستقرة تستجيب في توازن لذلك التغير الدائم بالحياة.

تلعب المرونة النفسية دوراً جوهريّاً في الصحة النفسية لأفراد الأسرة.

فتقلبات الحياة وتغيّرها الدائم يتطلّب أن يكون الإنسان واعياً لذلك بشكل كبير.

الحياة الأسرية والزوجية في الماضي يعيشها أفرادها بشكل بسيط ومتسامح، فلا تعقيد بالعلاقة ولا بالاحتياجات الأساسية أو الكماليات، حيث يكفيهم أقلّ القليل سواء في الماديات أو المعنويات.

هنا سنتحدث عن هذين العنصرين بشكل أساسيّ.

كانت الجوانب المادية من المسكن والملبس والاحتياجات اليومية والموسمية في الحدّ الأدنى وهي أقرب إلى الكفاف عند الأغلب من الناس في المجتمع.

فاللبس لا يهمّ أنه جديد أو مستعمل أو على جودة لافتة. هناك البساطه في قمّتها تميّز الملابس مهما كانت المناسبة.

والأمر نفسه نجده في الأكل والشرب والسكن. أبسط الاشتراطات التي تحقق لهم الاكتفاء دون الحاجه للآخرين.

العنصر المعنوي وهو الأمر الثاني المهم في مكونات الحياة يكاد يكون معدوماً عند البعض ومع ذلك فالحياة مستمرة.

لا تجد خلافاً أسرياً أو زوجياً في ذلك الزمان أساسه جوانب مادية أو معنوية.

التعبير، عن المشاعر الوجدانية، لا يصدر إلّا بشكل نادر، مما يجعل المُعايِش لتلك الحقبة الزمنية يشعر بأنهم يعيشون دون اهتمام بإظهار تلك المشاعر للقريبين منهم.

يدور دولاب الحياة رغم كل ماذكرناه من نواقص أو ما نحسبه جموداً عاطفياً. لا نقول إنها جيدة أو صحيحة، ولكن نقارنها بحالنا اليوم الذي يضع فيه الأزواج بعضهم البعض تحت المجهر، ويتلقّفون الزلّات.. ويجدون من يحرضهم على ذلك.. يستنقصون من بعضهم البعض لأتفه الأسباب.

الحياة الزوجية والأسرية بالنسبة لهم هي حياة في اتّجاه واحد غالباً: “الأخذ فقط” دون الاكتراث بحق الطرف الاخر في “العطاء” في مقابل ما يُؤخذ منه بنفس راضية.

قد تكون دائرة الحياة الاجتماعية وما أصابها من تغير جذري في ديناميكية التفاعل فيما بين أفراد الأسرة الواحدة، وتعقّد المتطلبات حيث إنهم أخذوا بالن